التنمية المهنية للمعلمين
?How to Be the Best Version of You
تُعد التنمية المهنية وسيلة منهجية تُسهم في مساعدتكم على اكتساب مجال المعارف والمهارات المتجددة في ميدان التعليم من خلال التركيز على الجوانب المهمة في مهنتكم وتنمية قدراتكم في الممارسات المهنية والأساليب التربوية.
ربما تتساءلون كيف ننمي أنفسنا مهنيًا؟ الكثير منكم لديهم جدول من الأعمال المكتظة مما قد لا يكون لديكم الفرصة للتفكير بأنفسكم وسماتكم الشخصية من عادات وقيم ودوافع، بل إنه لا يوجد وقت للتأمل. إن دوركم لا يقتصر على تدريس الطلبة فقط بل يتعداه إلى إلهام الطلبة والتأثير عليهم ولتحقيق هذا بنجاح، لا بد من التأمل بممارساتكم اليومية والسعي المستمر لتحسينها من خلال التنمية المهنية.
هذا المقال يطرح عليكم بعض طرق التنمية المهنية التي يمكنكم اتباعها لإحداث التطور في مسيرتكم المهنية والشخصية ولإبراز أفضل ما في أنفسكم.
طرق التنمية المهنية
ما هي الطرق التي تساعدكم على التنمية المهنية؟
أولًا: التأمل الذاتي
يعتبر التأمل الذاتي إحدى طرق التنمية المهنية ويُعرف بأنه عملية نشطة يراجع من خلالها المعلمون تجربتهم من أجل إلقاء نظرة فاحصة عليها لدراستها بشكل مُعمق والتعلم منها، وذلك من خلال وصفها وتحليلها وتقويمها بهدف الخروج بنتائج عامة جديدة يمكن الاستفادة منها في تنمية مهاراتهم وقدراتهم وتحسين أدائهم. ويمكن أن يتم هذا في خضم التجربة، أي أثناء قيامكم بالعمل وهو ما يسمى بالتأمل في العمل (Reflection in Action) أو كنشاط منفصل قائم في حد ذاته بعد قيامكم بالعمل وهو ما يسمى بالتأمل حول العمل (Reflection on Action).
ما أهمية التعلم الذاتي؟
- إعطاءكم الفرصة للنظر إلى الأشياء والأحداث من منظار جديد لبناء معارف وخبرات جديدة تؤدي في نهاية المطاف إلى التطور المهني.
- مساعدتكم عل التقييم والتخطيط للتطبيق بشكل أفضل في المرات اللاحقة.
- مساعدتكم على تجاوز الأعمال الروتينية التي تطبقونها يوميًا وتقييم تطبيقكم لها وبالتالي تحسين أعمالكم.
تستطيعون تحديد واكتشاف الممارسات والاعتقادات الخاصة بكم من خلال جمع المعلومات عما يحدث في الغرفة الصفية، وتحليل وتقييم هذه المعلومات، مما يُؤدي إلى إحداث تغيير وتحسين في عملية التدريس الخاصة بكم؛ لذا يُعتبر التأمل وسيلة مهمة للتنمية الذاتية تبدأ من الغرفة الصفية وتنتقل إلى المدرسة، حيث ينعكس تأثير التأمل إيجابيًا على المدرسة، فهناك علاقة واضحة بين التأمل في المدرسة وتحسين طرق العمل. فعندما تراجعون نتاجات عملكم من خلال وقفة تأملية فإنكم تضيفون معرفة جديدة للمدرسة قد تُؤثر في إنتاجيتها بشكل كبير. لذا تذكروا المعلمون “المُتأملون” هم المعلمون القادرون على تقييم أعمالهم وتصويبها مما يساعدهم على خلق بيئة تأملية وتعلمية في آن واحد.
طرق التأمل الذاتي
لتتأملوا في ممارساتكم التعليمية عليكم جمع معلومات عما تقومون بعمله في الغرفة الصفية ثم تحليل وتقييم هذه المعلومات، ومن الطرق التي تُساعدكم على جمع المعلومات لمساعدتكم على التأمل في ممارساتكم:
- يوميات المعلم/ المعلمة: خصصوا دفترًا ليومياتكم تكتبون فيه بعد نهاية كل يوم المفارقات التي حدثت معكم، صِفوا ردود أفعالكم ومشاعركم وردود أفعال الطلبة أيضًا.
- ملاحظة الأقران: اطلبوا من أحد زملائكم زيارتكم في غرفكم الصفية لحضور إحدى الحصص وتسجيل الملاحظات، ويُمكن أن تطلبوا من زملائكم التركيز على تفاعل الطلبة، وكيف تتعاملون مع ردود الطلبة وغيرها.
- تسجيل الحصص: سجلوا حصصكم على شكل فيلم ثم شاهدوا الحصص لاحقًا وسجلوا ملاحظاتكم، فتسجيل الحصص يُساعد على رؤية أمور قد لا تكونون على وعي بها أو لا تستطيعون رؤيتها أحيانًا.
- التغذية الراجعة من الطلبة: اطلبوا من الطلبة إعطاءكم رأيهم بالحصة من خلال استبانة أو كتابة الملاحظات أو بأية طريقة أخرى مناسبة.
إرشادات لتنظيم عملية التأمل في طرق وأساليب التدريس التي تستخدمونها في الغرفة الصفية:
- تُشكل الحصص غير الناجحة فرصًا حقيقية للتعلم، إن استطعتم التوصل لسبب فشل هذه الحصص والاستفادة من ذلك، يمكنكم تجنب الأخطاء التي أدت إلى الفشل. وتذكروا دائمًا أن الفشل يفتح الباب للتعلم!
- عند مراجعة مواقفكم في الحصص تستطيعون التوصل إلى بعض مبادئ التطبيق الجيد التي يمكن الاستفادة منها في الحصص اللاحقة.
- لا تدخلوا في دائرة اللوم، سواءً لوم الذات أو الآخرين مثل المسؤول عنكم أو الطلبة.
- إن الحوار مع الذات هام جدًا، وهو الذي يؤدي بكم إلى النتائج المفيدة. تَذكروا: راجعوا الموقف، ثم استخلصوا منه قواعد عامة، ثم طبقوها في سياق جديد في حصص قادمة، واسألوا أنفسكم: لماذا سارت الأمور على هذا النحو؟ وحاولوا أن تستخلصوا نقاط تعلم واضحة يمكنكم استخدامها في تدريسكم في المستقبل.
- إن التأمل في الحصص الجيدة أمر مرغوب فيه لتعزيز الممارسات التي أدت إليها.
- حددوا لأنفسكم مهمة بعد كل حصة صفية تُنفذونها سواءً كانت جيدة أو سيئة.
اقرأ أيضاً: التعلم الذاتي (Self-Learning)
ثانيًا: ملف الإنجاز
من المؤكد أنكم خلال مسيرتكم المهنية تقومون بالكثير من الأعمال من أوراق عمل ودروس محوسبة وحصص تعليمية والكثير الكثير، لكن هل احتفظتم بها وعملتم على تنظيمها؟ هل قمتم بمراجعة ما تم إنجازه والبناء عليه؟ إذا لم تقوموا بذلك بعد أنتم بحاجة إذن لإعداد ملف الإنجاز الخاص بكم.
ملف الإنجاز هو تجميع هادف ومُركّز لأعمال الفرد وجهوده خلال فترة زمنية معينة في ملف واحد لمراقبة نموه في مختلف الجوانب ومتابعة تطور كفاياته المهنية والحياتية.
فوائد ملف الإنجاز
- تعزيز التقويم الذاتي والتفكير التأملي لديكم.
- تحقيق الرضا الشخصي.
- توفير أدوات لامتلاك القوة والتمكُن المهني.
- تشجيع التعاون وتبادل الخبرات بينكم وبين زملائكم.
- توفير متطلبات المنحى التكاملي في التقويم.
أغراض استخدامات ملف الإنجاز والمهارات التي ينميها
يُمكن أن يستخدم ملف الإنجاز لغرضين أساسيين هما:
الأغراض التعلمية/التقييمية وتتمثل بالآتي:
- المساعدة على تعلم مهارات التأمل ومهارات التقويم الذاتي.
- البحث المتواصل في مصادر التعلم المختلفة.
- تشجيع التواصل الذاتي والتغذية الراجعة الذاتية.
- تعزيز بناء العلاقات وتنمية المهارات الشخصية والاجتماعية، وزيادة الثقة بالنفس وتقديرها.
- إيجاد فرص للتعاون ومناقشة الأمور التعليمية.
أغراض المساءلة التربوية: تتمثل في تقويم المؤسسة التربوية، وتحليل برامجها ومناهجها التعليمية، وتقويم أداء الطاقم المدرسي من حيث الممارسات التربوية والتعليمية التي يقومون بها، بحيث يتم في نهاية التحليل تبيان مدى مسؤولية المؤسسة ومساءلتها تربويًا عن مدى تحقيقها للغايات التربوية المطلوبة التي يجب أن تنعكس على أعمال الطلبة وإنجازاتهم.
المهارات التي يُنميها إعداد ملف الإنجاز لديكم
- مهارة الكتابة: تتمثل في قدرتكم على نقل أفكاركم للآخرين على شكل كلمات وعبارات ذات مغزى.
- مهارة التأمل: تتمثل في قدرتكم على وصف وتحليل وتقويم أفكاركم ومعتقداتكم وتصرفاتكم حول خبرة ما.
- مهارة التقويم الذاتي: تتمثل في قدرتكم على تقويم أنفسكم ذاتيًا، وإصدار أحكام حول ما تقومون به من أعمال وحول تحقيقه للغايات والأهداف المرجوة.
في النهاية، فكروا في تبنّي هذه الطرق للبدء بمسيرتكم في التطوير المهني والشخصي، وشاركوا زملائكم أثر هذه الطرق على التطور والتقدم الذي أحرزتموه.